
تشخيص مشروعك؟
احجز موعدك
في الأسابيع الأخيرة، وأنا أتنقل بين المقالات والمنشورات على الإنترنت، بدأت أشعر بشيء مكرر جدًا: نفس العبارات، نفس المفردات، نفس الأسلوب تقريبًا. وكأن كل ما نقرأه صار يُكتب بآلة واحدة.
وتوقفت لأسأل نفسي: هل نحن نقرأ تجارب حقيقية فعلًا، أم مجرد إعادة صياغة باردة بلا روح؟
هنا خطرت لي الفكرة: ماذا لو ألغيت اشتراكي في ChatGPT؟ ليس كقرار تقني، بل كقرار فكري.
أين المشكلة فعلًا؟
الانتشار الكبير لأدوات الذكاء الاصطناعي جعل عملية "إنتاج المحتوى" أسهل من أي وقت مضى. بضغطة زر، تحصل على مقال مرتب، أو خطة عمل جاهزة. لكن المشكلة ليست في الأداة نفسها، بل في "الاعتماد المطلق" عليها.
جوهر الكتابة ليس في ترتيب الجمل فقط، بل في التجربة التي خلف النص، في الإحساس الذي يتسرب من بين الكلمات. وهذا ما لا يمكن أن تصنعه أي أداة.
من تجربتي، وجدت أن شات جي بي تي مفيدًا جدًا كـ مساعد شخصي:
يذكرك بأفكار نسيتها.
يساعدك في تنظيم النقاط.
يلخص لك مادة مطولة.
يقترح لك زوايا جديدة.
لكن.. لا يمكنك أن تسلمه القيادة بالكامل.
لأن إجاباته – مهما بدت أنيقة – تفتقد الخبرة الملموسة، والخطأ البشري، والانحيازات، والشعور الإنساني.
لماذا قررت إلغاء الاشتراك؟ (رمزيًا)
لم ألغه فعليًا، لكنه بالنسبة لي صار قرارًا رمزيًا:
ألغي الاعتماد المطلق.
أعيد وضع الأداة في مكانها الصحيح خلف الكواليس..
أكتب بما عشته أنا، لا بما رتّبته الخوارزمية لي.
الخلاصةالمحتوى المكرر الذي نراه اليوم هو نتيجة إغفال هذا الفارق: ChatGPT ليس بديلًا عنك، إنما مرآة لأفكارك.
هو أداة مساعدة، لا هوية بديلة.
وإذا أردنا أن نترك أثرًا حقيقيًا، علينا أن نُدخل التجربة والصدق في النص، لا أن نكتفي بنص أنيق بلا روح.