
تشخيص مشروعك؟
احجز موعدك
لماذا نحتاج أن نعيد تعريف المعادلة قبل أن نقع في الفخ؟
مادة خاصة للمهتمين فقط 🔒
نحن نعيش لحظة فارقة في فضاء الإنترنت، لحظة صار الظهور فيها سهلًا، والمحتوى متاحًا للجميع، والكل يتحدث عن بناء البراند الشخصي، ويُقدم خدمات بناء البراند للآخرين، لكنني شعرت بشيء أكبر من التكرار..!!
وتوقفت لأسأل: هل نحن نبني شيئًا حقيقًا أم مجرد وهم جميل يلمع عبر المنصات؟
لهذا كتبت هذا المقال-ليست دليلًا عامًا- ولا وعدًا سريعًا بزيادة عدد المتابعين، إنما محاولة لإعادة تعريف المفهوم، وفتح حوار داخلي مع كل من يبحث عن معنى في ظهوره الرقمي.
في هذه المقال أجاوب عن أسئلة مثل:
هل صناعة المحتوى وحدها كافية لبناء براند شخصي؟
لماذا تحول "البراند الشخصي" فجأة إلى هوس؟
كيف تبني براند حقيقي لا يشبه القوالب الجاهزة؟
هل خدمات بناء البراند الشخصي حقيقية أم وهم؟
كيف تترك أثرًا حقيقيًا؟
ما هو البراند الشخصي؟
أن يعرفك الناس بوضوح، ويثقوا بك، ويعودوا إليك، لأنك تمثّل لهم شيئًا أكبر من مجرد معلومة. هو البصمة التي تتركها خلفك بعد كل تفاعل، هو النمط، والرؤية، والصدق، والتخصص، والمحتوى الذي يعبر عنك، كيف يُعرَف اسمك في غيابك؟ وما الانطباع الذي تتركه في عقول الناس؟
هو التقاء قيمك ورسالتك وتخصصك مع أسلوبك في التفكير والعمل.
كيف يُبنى البراند الشخصي بشكل عملي؟
الدوائر الخمسة لبناء البراند الشخصي:
1. الذات
-ما قيمك الأساسية؟
-ما الرؤية التي تود الوصول إليها؟ وإلى أين تتجه؟
ربما تشعر أن هذا الكلام هو فقط مجرد إنشاء وتنظير؛ لكن هذه البديهيات هي فعلًا من تصقلك، ومن تجعلك أقوى وموجّه بشكل أفضل نحو قيمك وأهدافك.
2. الرسالة
ما الشيء الذي تمثله؟ ما القضية أو الفكرة التي تدافع عنها.
3. الجمهور
-مَن الجمهور الذي تخاطبه؟ وما القيمة التي تضيفها لهم فعلًا؟
-ما المشكلة التي تساعدهم في حلها؟
4. الظهور
-كيف تعبر عن نفسك؟
=أسلوب كلامك، ألوانك، نبرة محتواك، طريقة سردك، كلها يجب أن تنسجم وتعبر عنك.
5. الأثـر
-هل تترك شيئًا يستحق العودة إليه؟ هل تبني علاقات؟ تشارك دروسك وخبراتك؟ تخدم مجالك بصدق؟
- شارك معرفة، أو قصة، لكن اجعلها تعبر عن شخصيتك وهويتك وليس فقط معلومات عامة.
-ابنِ علاقات حقيقية، وتفاعل مع مجتمعك، وشارك بتواضع، وجاوب على الأسئلة، وابحث عن القيم المشتركة بينك وبينهم.
لماذا انتشرت ظاهرة "بناء البراند الشخصي" فجأة؟
لأننا في عصر الفرد، والمنصات الرقمية دعمت الأفراد وعززت ظهروهم، والناس تفضل متابعة شخص على متابعة كيان. وعصر الاقتصاد الرقمي جعل للخبراء والمستقلين فرصة حقيقية للتأثير والربح من مهاراتهم. لكن هناك ظاهرة بدأت تطفو على السطح وهي أن كثيرًا ممن يقدم خدمات بناء البراند الشخصي، لم يمر بالتجربة بنفسه!
كيف نحمي قيمة البراند الحقيقي؟
1. نرفع قيمة العمق على حساب الانتشار.
2. نتابع من يقدم رسالة، لا من يلاحق الظهور فقط.
3. نبدأ من الداخل (الرسالة، القيم) لا من الخارج (عدد المتابعين، التصميم).
4. إدراك أن البراند الشخصي ليس غاية، إنما نتيجة تراكمية للوضوح والصبر والاستمرار، هو قيمة ورسالة وقصة، والمحتوى هو الوسيلة لصناعة هذه الهوية.
5. نضع معايير لمقدمي خدمات البراند الشخصي:
هل هو يملك براند حقيقي وتجربة واقعية؟
هل لديه تجارب وسجل يمكن الرجوع له؟
هل يساعدك على اكتشاف ذاتك لا تقليد غيرك؟
الخلاصة:
صناعة المحتوى وسيلة، لكنها لا تكفي لبناء براند شخصي..
دائمًا ما نسمع نفس النصائح (انشر أكثر – اكتب عنوان جذاب – غيّر الهوك – جدول المحتوى في أوقات النشر) هذا كله مهم لا شك، لكنه ليس كل شيء..
البراند الشخصي ليس ما تقوله عن نفسك، بل ما يقوله الناس عنك عندما لا تكن موجودًا.