
تشخيص مشروعك؟
احجز موعدك
عندما تذكر كلمة "مشروع"، أول ما يخطر على بال الكثيرين:
"أحتاج دراسة جدوى قبل أي شيء"..
لكن في الحقيقة، دراسة الجدوى في المراحل الأولى غالبًا وَهْم مريح أكثر من كونها أداة مفيدة.
لماذا؟
-دراسة الجدوى تفترض وضوح السوق.
بينما المشاريع الناشئة تبدأ عادة في ظروف ضبابية، حيث لا تعرف من هو العميل بدقة ولا كيف سيتصرف.
-الأرقام الورقية لا تعكس الواقع.
جداول الإيرادات والمصروفات في ملف Excel لن تحميك من صدمة أول شهر عندما لا يشتري أحد.
-التكلفة الحقيقية هي الوقت، لا المال فقط.
المؤسس الذي يضيع 6 أشهر في إعداد دراسة، يخسر أهم ميزة لديه: السرعة والمرونة.
لماذا هي وهم؟
الشركات الناشئة بطبيعتها مليئة بالافتراضات:
-هل العميل سيشتري أصلًا؟
-وبأي سعر؟
-ومن أي قناة؟
فكيف ستبني توقعات مالية لثلاث سنوات قادمة بينما كل فرضياتك غير مختبرة بعد؟
دراسة الجدوى تعطيك وهم الطمأنينة، لأنها:
-تفترض وضوح السوق، بينما المشاريع الناشئة تبدأ في ظروف ضبابية لا تعرف فيها من هو العميل بدقة ولا كيف سيتصرف.
-تضع أرقامًا ورقية لا تعكس الواقع، فالجداول في Excel لن تحميك من صدمة أول شهر عندما لا يشتري أحد.
-تستهلك وقتك بدل أن تعطيك وضوحًا، فالمؤسس الذي يضيع 6 أشهر في إعداد دراسة يخسر أهم ميزة لديه: السرعة والمرونة.
البديل الأذكى
المشاريع الناشئة لا تحتاج إلى "جدوى"، بل تحتاج إلى اختبار ذكي.
والبديل ليس أن تبدأ عشوائيًا، بل أن تبني خطوات عملية تُختبر في السوق مباشرة:
-التجربة السريعة (MVP – Minimum Viable Product): بدل أن تنفق على مكتب واستشاريين وتقارير، ابنِ نسخة أولية بسيطة واطرحها للسوق لتتأكد إن كان هناك من سيستخدمها أو يشتريها.
-التغذية الراجعة (Feedback): بدل أن تتنبأ بالمستقبل، واجه الواقع واسمع من عملائك، ثم حسّن منتجك بناءً على ردودهم.
-الاختبار المالي (Financial Validation): بدل أن تسأل "كم سأربح بعد 3 سنوات؟"، راقب التدفقات المالية الحقيقية من أول عميل، فهذا أصدق مؤشر لجدوى مشروعك.
مثال عملي
شركة Dropbox لم تبدأ بدراسة جدوى معقدة، بدأت بفيديو بسيط يشرح الفكرة.
النتيجة؟ آلاف الأشخاص انضموا لقائمة الانتظار قبل كتابة أول سطر برمجي.
بينما مئات المشاريع في منطقتنا أنفقت عشرات آلاف الدولارات على "دراسة جدوى"، ولم تصمد 6 أشهر بعد الافتتاح.
من التجربة الشخصية
مرة جاني مؤسس يحمل ملفًا من 40 صفحة لـ "دراسة جدوى"، لكنه لا يعرف من هو عميله المثالي، ولا جرب أن يبيع منتجه لمرة واحدة.
قلت له: "السوق لا يقرأ دراساتك، السوق يختبر منتجك."
تمرين عملي
قبل أن تكتب أي رقم على الورق، جرب أن تجيب عن هذه الأسئلة:
-هل تستطيع أن تجد أول 5 عملاء يدفعون خلال أسبوعين؟
-ما أصغر نسخة ممكنة من مشروعك يمكن أن تعطي قيمة للعميل؟
-إذا فشلت النسخة الأولى، كيف ستتعلم منها بسرعة وتعيد المحاولة؟
ودائمًا ما أقول:
دراسة الجدوى ليست "خطوة البداية" للشركات الناشئة، البداية الحقيقية هي العميل الأول، وكل ما عدا ذلك أوراق جميلة تُخدّرك إلى أن تصطدم بالواقع.