تشخيص مشروعك؟
احجز موعدك
من أكثر الجمل التي أسمعها من أصحاب المشاريع عندما أسألهم:
"مين فئتك المستهدفة؟ مين عميلك؟"
يجيبني بعضهم بثقة:
"أنا بدي أبيع للجميع، منتجي بيناسب كل الناس، وهيك برفع تارجت المبيعات".
قد يبدو هذا منطقيًا للوهلة الأولى، لكن الحقيقة أن هذه الجملة هي بداية الطريق للفشل.
لماذا لا يمكنك البيع للجميع؟
لو افترضنا جدلًا أنك قادر على استهداف كل الناس، فأنت في الواقع ستخسر ثلاث أمور جوهرية:
1.وضوح وتوجه علامتك التجارية
إذا لم تعرف لمن تتحدث، فلمن ستوجه رسائلك؟
عندما يكون الجواب "الجميع"، فلن يشعر أحد أنك تخاطبه بشكل مباشر.
2.التموضع (Positioning)
عندما تحاول تلبية رغبات الجميع، ستضيع وقتك وجهدك، وسيفقد منتجك تميّزه.
3.الميزة التنافسية
من المستحيل أن يثق الناس بمنتج "عام" لا يخصّهم، ولا يتحدث بلغتهم أو يعالج مشكلاتهم تحديدًا.
خذ مثال: آبل APPLE
الجوال منتج يستخدمه الجميع، ومع ذلك لا تحاول آبل أن تبيع "للجميع". بل تركّز على فئات محددة جدًا، وتبني ميزة تنافسية قوية حولهم.
قبل حوالي 3 سنوات، تواصل معي صاحب مشروع كيك عبر صديق مشترك.
كان يطلب خطة تسويقية وإطلاق لمشروعه من خلال الحملات الإعلانية.
وأثناء جلسات التحضير، سألته:
"من هو العميل الذي سنستهدفه؟ لمن سنبيع الكيك تحديدًا؟"
لأن الإجابة على هذا السؤال هي التي تحدد الرسائل التسويقية، وتوجّه كامل الخطة.
فأجابني:
"سوف نبيع للجميع، الكيك يحبه الصغار والكبار، وهو حاضر في كل المناسبات."
حاولت أن أوضح له أن هذا التفكير غير واقعي، وأن غياب التحديد يعني غياب التركيز، لكنّه أصرّ على مطلبه:
"أريد فقط حملات إعلانية على إنستغرام وسناب شات."
في تلك اللحظة، قررت أن أرفض العمل؛ لأن ما طُلب لم يكن تسويقًا مبنيًا على استراتيجية، بل مجرد إعلانات عشوائية.
بعد أربعة أشهر، وصلني خبر من صديقي: المشروع أغلق أبوابه، والخسارة تجاوزت 40,000 ريال.
تذكّر دائمًا
🚫 ليس كل زبون هو زبونك.
هذه ليست خسارة، بل نقطة قوة.
كلما ضيّقت دائرة استهدافك وصنعت نيتش واضح، كلما رفعت قيمة منتجك أو خدمتك.
وعندها لن يصبح السعر هو محور النقاش، لأن العميل المثالي يرى القيمة قبل السعر.
تمرين عملي
خذ ورقة وقلم وأجب على هذه الأسئلة بدقة:
1.من هو أكثر شخص تتمنى أن يشتري منك؟ (صفاته، اهتماماته، مكان تواجده، عمره، دخله).
2.ما أكثر شيء يخيفه أو يرهقه في حياته؟
3.ما القيمة أو الحل الذي ستقدمه له ليعالج مشكلته أو يحقق له ما يريد؟
لو أجبت على هذه الأسئلة بدقة ووضوح، ضمنت لك 60% من نجاح مشروعك.
